الأربعاء، 13 فبراير 2013

10 طرق لتحسين ذاكرتك

يمكن اعتبار مخ الإنسان كمكتبة يقوم كل منا بتخزين ذكرياته بها بدلا من الكتب. وبالطبع لا أحد يسعد بدخول مكتبة تفتقر للتنظيم وحفظ الكتب بطريقة منظمة تسهل الحصول على المطلوب منها، أو ضاعت بعض كتبها المهمة. لكننا أحيانا نكتشف أن مخنا قد تحول إلى تلك المكتبة العشوائية غير المنظمة التي فقدت بعض ذكرياتها، وأصبح من الصعب استدعاء بعضها الآخر. قد يكون الأمر تافها بل ومضحكا أحيانا عندما تقلب كل ركن في منزلك بحثا عن نظارتك الطبية، لتكتشف في النهاية أنها مستقرة بالفعل على أنفك، أو فوق رأسك، وقد يتحول الأمر إلى موقف محرج للغاية عندما تنسى فجأة اسم زميلك في العمل الذي تراه وتتعامل معه كل يوم منذ سنوات !
وفيما يلي، سنحاول إرشادك إلى بعض الطرق التي يمكنها مساعدتك في تنشيط ذاكرتك، وإعادة تنظيم مكتبة مخك بالشكل الذي يسهل عليك استدعاء المعلومة المطلوبة في الوقت المناسب:

1 – التدريب عامل مهم
التدريب باستمرار على استدعاء المعلومات المختزنة بذاكرتك، يساعد كثيرا في تنشيطها. كل ما عليك هو التطلع حولك باستمرار واعتبار كل شيء تراه فرصة للتدرب على استدعاء الذكريات.

فمثلا إذا كنت موجودا في أحد المطاعم لتناول وجبة ما، استغل فترة انتظارك لحضور الطعام في التطلع إلى الأشخاص الموجودين حولك في المكان، ومنح كل منهم اسما مميزا بناء على صفة معينة لاحظتها فيه. بعد ذلك عليك أن تسرد لنفسك الأسماء التي أطلقتها على هؤلاء الأشخاص وانظر كم اسما ستتذكر منهم. هذه الطريقة قد تكون لها فائدة أخرى إلى جانب تنشيط الذاكرة، فهي ستجعل وقت انتظارك في الطوابير أو في عيادة الطبيب أو غيرها من الأماكن يمر بسرعة دون أن تشعر به. وبنفس الطريقة احرص دائما على ممارسة الطرق التي سنذكرها هنا حتى تضمن تحقيق الهدف ثم الحفاظ على النتيجة التي حققتها دون تراجع.

2- استخدم عناصر بيئتك
استخدم بعض العناصر الموجودة في المكان من حولك لتعمل كمنبه بصري ينعش ذاكرتك عند رؤيته، وذلك من خلال تغيير أماكن الأشياء. فمثلا إذا كنت مريضا بداء مزمن، وتنسى دائما تناول دوائك، فعليك مثلا أن تضع شيئا لا يمكنك الاستغناء عنه يوميا إلى جوار الدواء، كنظارتك الطبية أو جهاز اللاب توب أو مفتاح السيارة. وعندما تأتي للحصول على أي غرض من هؤلاء، سترى الدواء الموضوع إلى جواره وتتذكر ضرورة تناوله. وبنفس الطريقة، إذا كان عليك اصطحاب غرض ما عند خروجك، علقه في مقبض باب الخروج، ليصبح حتميا أن تراه عند توجهك للخارج، فتتذكر.

3 – تناول قدرا كافيا من الطعام الصحي
هناك العديد من المكملات الغذائية التي يدعي صانعوها أنها تنشط الذاكرة، لكن الحقيقة أن تأثيرها لا يكاد يذكر. وعلى العكس، فإن تناول الطعام الصحي يساعد على تحسين صحة المخ ويحثه على أداء وظائفه بشكل أفضل ومن بينها الذاكرة. ومن الأطعمة المفيدة في هذا الشأن تلك المحتوية على مضادات الأكسدة مثل البروكلي والتوت الأزرق والسبانخ، وكذلك تلك المحتوية على الأحماض الدهنية المفيدة أوميجا3، مثل الأسماك. يفضل أيضا تقسيم نفس كمية الطعام التي تحصل عليها يوميا على 6 وجبات بدلا من 3، والحصول على قدر كاف من فيتامين ب6.

4 – الحفظ بالتجزئة
إذا لاحظت مهارتك في تذكر أرقام الهواتف، أو رقم بطاقتك الشخصية أو رخصة قيادتك، بينما تفشل في تذكر قائمة الطلبات التي تريد شراءها من السوبر ماركت أو أسماء أصدقائك الذين تريد مراسلتهم معا على البريد الإلكتروني أو غيرها من الأمور، فهذا يدل على أن أسلوب الحفظ بالتجزئة هو الأنسب بالنسبة لك. كل ما عليك هو تقسيم طلبات السوبر ماركت لأشياء ستحصل عليها من قسم البقالة وأخرى من قسم الألبان، وثالثة من قسم المنتجات الورقية... إلخ، أما أصدقاؤك فقسمهم إلى صديقين يبدأ اسماهما بحرف الميم، وآخرين بحرف الألف، وثالث بحرف الشين.. إلخ. إذا طبقت هذه الطريقة ستلاحظ تحسن ذاكرتك وتساويها بذاكرة الأرقام التي اعتدت أن تحفظها مقسمة لوحدات تتكون من رقمين أو ثلاثة (مثلا 000- 565- 114).

5 – احصل على قدر كاف من النوم
وفقا لكثير من الدراسات الحديثة، عدد ساعات النوم التي تحصل عليها يوميا يؤثر بشكل مباشر على قدرتك على استرجاع المعلومات التي تعلمتها أو حفظتها مؤخرا. لذا احرص على الحصول على قدر كاف من النوم لا يقل على 7 ساعات يوميا خلال الليل.

6 – انتبه جيدا
عليك مراعاة التركيز والانتباه لمدة 8 ثوان على الأقل على الشيء الذي تريد نقله من الذاكرة قصيرة المدى (التي تتلاشى سريعا) إلى الذاكرة طويلة المدى (التي تمكنك من استدعاء المعلومة عند الحاجة إليها مهما طال الزمن). ففي كثيرمن الأحيان لا يمكنك تذكر المعلومة، لأنك لم تكن منتبها في الأساس عند تلقيها، بل كان ذهنك مشتتا وشاردا، وهو ما يحدث كثيرا للطلبة في المدارس والجامعات أثناء شرح المدرسين للدروس، أو يحدث حتى لنا جميعا في حياتنا اليومية عندما نضع سلسلة المفاتيح أو حافظة النقود أو أي غرض مشابه في مكان ما أثناء تشتت ذهننا في أمر آخر، وتكون النتيجة عدم تذكرنا لاحقا للمكان الذي وضعنا فيه أغراضنا. الحل ببساطة هو أن تركز في البداية، حتى تتذكر عند الحاجة.

7 – التنبيه البصري وتكوين العلاقات
الصورة تساوي ألف كلمة. احرص على ربط المعلومات أو الكلمات أو حتى أسماء الأشخاص في ذهنك بصور تدل عليها أو تتصل بها بشكل ما، وستلاحظ أن تذكرك لهذه البيانات أصبح أسهل.

8 – الحركة مفيدة لتنشيط الذاكرة
احرص على أخذ مستقطع من الراحة أثناء العمل أو المذاكرة، واقض هذا الوقت في السير لبعض الوقت في المنطقة المحيطة بمكان وجودك أو أداء أي نوع من التمارين الرياضية البسيطة. الحرص على أداء بعض الأنشطة الرياضية بصفة مستمرة يحميك من خطر البدانة التي تؤثر سلبا بشكل مباشر على كفاءة أداء المخ لمهامه -ومن بينها الذاكرة- لأن البدانة يتبعها عدم كفاءة في ضخ الدم بشكل كاف إلى المخ.

9 – تخلص من المشاعر السلبية
المشاعر السلبية كالغضب المتكرر أو التوتر العصبي أو الاكتئاب تستنفد طاقة المخ، وتعوق بالتالي عمل خلاياه المسئولة عن الذاكرة. ومن بين كل المشاعر السلبية يعد الإكتئاب - وفقا للخبراء- العدو الأخطر لذاكرة الإنسان. لذا عليك مقاومة السقوط في دوامة المشاعر السلبية، وإذا أحسست ببوادر الإصابة بالاكتئاب، فحاربها باستدعاء ذكرياتك السعيدة باستمرار، والجأ لمساعدة الطبيب النفسي من أجل المزيد من الدعم على أساس علمي متخصص.

10 – نظم حياتك
الوسيلة الأخيرة التي يمكنك اتباعها للتمتع بذاكرة قوية هي الحرص على تنظيم حياتك اليومية، من خلال وضع الأشياء التي تحتاج إليها بشكل يومي (كمفاتيح المنزل والسيارة ونظارتك الطبية) في أماكن محددة ومعروفة لا تتغير. عليك كذلك استخدام بلوك نوت ورقي أو إلكتروني لتدوين كافة المهام أو المواعيد المهمة يوميا، ومراجعة ذلك عدة مرات على مدار اليوم لتتأكد من قيامك بكل ما هو مطلوب منك. وبالنسبة لأرقام الهواتف أو العناوين، فقد حلت أجهزة الهاتف المحمول هذه المشكلة، حيث يمكنك تسجيل كل ما تريد على ذاكرتها الإلكترونية.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق